للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عامته كذب، وأعداء الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام، يذكرون فيه ما هو كذب ظاهر، كقولهم إنه أنشد:

ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا … جزع الخزرج من وقع الأسل

قد قتلنا الكبش من أقرانهم … وعدلناه ببدرٍ فاعتدل

وأنه تمثل بهذا ليالي الحرّة فهذا كذب.

وهذا الشعر لعبد الله بن الزّبعرى أنشده عام أحدٍ لما قتل المشركون حمزة، وكان كافرًا، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه) (١).

بل ورد ما ينافي هذا الخبر:

قال ابن كثير: (وروى المدائنيّ أنّ مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباعٍ إلى يزيد ببشارة الحرّة، فلمّا أخبره بما وقع قال: واقوماه، ثمّ دعا الضّحّاك بن قيس الفهري، فقال له: ترى ما لقي أهل المدينة؟ فما الّذي يجبرهم؟ قال: الطّعام والأعطية، فأمر بحمل الطّعام إليهم وأفاض عليهم أعطيته)، وقال: (وهذا خلاف ما ذكره كذبة الرّوافض عنه من أنّه شمت بهم واشتفى بقتلهم، وأنه أنشد ذكرًا وأثرًا شعر ابن الزّبعرى) (٢).

وقال ابن الوزير: (وقد تركت ما يختص الشيعة بروايته مما لم أعرف له إسنادًا، مثل ما يروى عن يزيد من قوله: ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا … جزع الخزرج من وقع الأسل) (٣).

* خلاصة وقعة الحرة:

١ - إن خلع أهل المدينة ليزيد كان نتيجة رأي اجتمع عليه رءوسهم من


(١) جامع المسائل ٥/ ١٤٨.
(٢) البداية والنهاية ٨/ ٢٥٦.
(٣) العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم ٨/ ١٢٦.

<<  <   >  >>