للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والذي ألف كتاب الأخبار الطوال شيعي كما سيأتي في الحديث عن أصله، وهذا ديدن بعض الشيعة الذين ينسبون الأحاديث والأخبار ويسخرونها لأهدافهم ومعتقداتهم، وأحاديثهم ورواياتهم في الكتب كثيرة، ودليل ذلك التركيز على الموضوعات التي يهتم بها الشيعة في محتوى الكتابين.

- شذ كتاب الأخبار الطوال المنسوب لأبي حنيفة الدينوري بأنه وصل كاملًا من غير أي نقص فيه، بينما لا نجد لكتب أبي حنيفة الدينوري أثر إلا ما كان من كتاب النبات (١) الذي وجدت أجزاء منه، منها الجزء الثالث والنصف الأول من الجزء الخامس مع أنه من أشهر كتبه، وما وجد في الكتب نقلًا من كتاب الأنواء، وأما باقي الكتب التي نسبت إليه ليس لها أثر، وهذا يثير الغرابة ويجعلنا نتساءل: لماذا يصل كتاب الأخبار الطوال المنسوب إليه كاملًا من بين كتبه مع ضعف في شهرته مقارنة بكتاب النبات.

- عند الترجمة لأبي حنيفة الدينوري لم يذكر العلماء أن له علم بالأخبار حتى الذين نسبوا إليه الكتاب.

وقد أشار إلى وفاة أبي حنيفة جملة من المؤرخين، ووصفوه باللغوي

ولم يصفوه بالأخباري ولم يذكروا أن له كتابًا في الأخبار، وذلك سنة إحدى وثمانين ومئتين، منهم ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ فقد قال: (وفيها توفّي أبو حنيفة أحمد بن داود الدّينوريّ اللّغويّ صاحب كتاب النّبات وغيره) (٢).

وصاحب كتاب المختصر في أخبار البشر بقوله: (وفيها توفي أبو حنيفة


(١) كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري، وفيه الجزء الثالث والنصف الأول من الجزء الخامس، تحقيق برنهارد لفين.
(٢) الكامل ٦/ ٤٨٨.

<<  <   >  >>