للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال مسعود: أهلكت قومك يا ابن قيس، وعرَّضتنا لحرب جميع أهل البصرة، وقد كنا أجرنا أباه من قبله فما كانت عنده مكافأة.

وكان سبب إجارتهم زيادًا، أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، في خلافته ولى زيادًا البصرة عند خروجه إلى صِفِّين، وإنما كان يعرف بزياد بن عبيد، فوجه معاوية إلى البصرة عامر بن الحضرمي في جمع، فغلب على البصرة، وهرب منه زياد، فلجأ إلى الأزد، فأجاروه، ومنعوه حتى ثاب الناس إلى زياد، واجتمعوا، فطرد عامر بن الحضرمي عن البصرة، وأقام على عمله فيها.

ثم إن مسعود بن عمرو أدخل عبيد الله دار نسائه، وأفرده في بيت من بيوته، وَوَكَّل به امرأتين من خدمه، وجمع إليه قومه، فأعلمهم ذلك.

ولما أصبح الناس، واستحق عندهم الخبر أتوا داره، فاقتحموها ليقتلوه، فلم يصادفوا فيها أحدًا، فانطلقوا إلى الحبس، فكسروه، وأخرجوا من كان فيه) (١).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٢) والطبري (٣) مطولًا.

• نقد النص:

ومن الأسباب التي أدت إلى فشل عبيد الله بن زياد في جمع كلمة أهل العراق، وعدم سيطرته على مجريات الأحداث رغم حزمه وشدة بأسه:

- قتله الحسين -رضي الله عنه-، وهذا ما جعل الناس يكرهونه، ويرفضون بيعته.

- خروج الخوارج من سجن عبيد الله بن زياد، فقد ذكر البلاذري (٤) أن ابن زياد تلَقَّى الخوارج بعد عودتهم من عبد الله بن الزبير وحبسهم وأن عددهم مائة


(١) الأخبار الطوال ٢٨٢، ٢٨٣.
(٢) الأنساب ٥/ ٤٢٠.
(٣) التاريخ ٥/ ٥٠٨.
(٤) الأنساب ٥/ ٤٠١.

<<  <   >  >>