للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تكن من مال المسلمين وإلا لم يكن لعروة سبيل لحيازتها وهو من كبار الفقهاء في عصره، فهو بريء من هذا؛ ولذلك لم يحذر من مواجهة عبد الملك؛ لأنه يعرف أنه لا يتهمه بها.

* أحداث سنة أربع وسبعين:

[١٨٤]- (فأقام الحجاج بمكة حتى أقام للناس الحج، وأمر بالكعبة فنقضت، وأعاد بناءها، وهو هذا البناء القائم اليوم) (١).

ذكر نحوًا منها: خليفة بن خياط (٢)، والطبري (٣).

جاء في الرواية رقم [١٥٢] أن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- أعاد بناء الكعبة، ثم جاء الحجاج وهدمها وأعاد بناءها على ما كانت عليه من قبل بأمر عبد الملك.

وأصح ما جاء في ذلك:

ما أخرجه مسلم في صحيحه: (فلمّا قُتِلَ ابن الزّبير كتب الحجّاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك، ويخبره أنّ ابن الزّبير قد وضع البناء على أسٍّ نظر إليه العدول من أهل مكّة، فكتب إليه عبد الملك: إنّا لسنا من تلطيخ ابن الزّبير في شيءٍ، أمّا ما زاد في طوله فأقرّه، وأمّا ما زاد فيه من الحجر فردّه إلى بنائه، وسدّ الباب الّذي فتحه، فنقضه وأعاده إلى بنائه) (٤).

وبهذا هدم الحجاج الكعبة بأمر عبد الملك بن مروان وأعاد بناءها؛ لأنه ظن أن ما فعله عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- بها كان من أمره ورأيه، ولم يعلم أنه اعتمد بذلك على ما رواه عن خالته عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.


(١) الأخبار الطوال ٣١٦.
(٢) التاريخ ٢٧٠.
(٣) التاريخ ٦/ ١٩٥.
(٤) الصحيح ٢/ ٩٧٠.

<<  <   >  >>