للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألا إن خير الناس نفسًا ووالدًا … أسير قريش عندها في السلاسل

لعمري، لقد أعمرتم السجن خالدًا … وأوطأتموه وطأة المتثاقل

فإن تحبسوا القسري لا تحبسوا اسمه … ولا تحبسوا معروفه في القبائل (١)

وقدم يوسف بن عمر الثقفي بمال العراقين على الوليد، فجلس الوليد للناس، وأذن لهم إذنًا عامًّا. فتكلم زياد بن عبد الرحمن الضمري (٢)، وكان معاندًا لخالد، فقال: يا أمير المؤمنين، عليَّ محاسبة خالد بخمسة آلاف ألف درهم، فسلمه إليَّ. فأرسل الوليد إلى خالد وهو في السجن أن زياد بن عبد الرحمن قد أعطى بمحاسبتك خمسه آلاف ألف درهم، فإن صححتها لنا، وإلا دفعناك إليه. فأرسل له خالد: إن عهدي بالعرب لأتباع، وبالله لو سألتني أن أضمن لك هذا، ورفع عودًا من الأرض، ما فعلت. فلما رأى الوليد بن يزيد تقاعد خالد بما عليه من المال أمر به، فسلم إلى يوسف بن عمر، وقال: انطلق به إلى العراق، واستدنه جميع ما عليه من المال.

فحمله يوسف بن عمر معه إلى واسط، فكان يخرجه كل يوم ويعذبه، ثم يرده إلى الحبس، فأخرجه ذات يوم، وقال: ما هذا التقاعد يا ابن المائقة؟!

فقال له خالد: ما ذكرك الأمهات، لعنك الله؟ والله لا أكلمك بكلمة أبدًا.

فغضب يوسف بن عمر من ذلك، فوضع على خالد المضرسة، وجعل


(١) ذكر ابن قتيبه في عيون الأخبار ١/ ١٥١ بيتين منها، وذكر أنها قيلت في حبس خالد بن عبد الله القسري ولم يسمِّ القائل.
(٢) والصحيح من اسمه هو أبان بن عبد الرحمن النميري، سكن العراق وهو دمشقي، ووفد على الوليد بن يزيد مع يوسف بن عمر أمير العراق، وقد اشترك مع يوسف بن عمر في شراء خالد عبد الله. الطبري: التاريخ ٧/ ٢٥٩. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٦/ ١٤٥. ابن خلكان: وفيات الأعيان ٧/ ١١٠.

<<  <   >  >>