للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر نحوًا منها: البلاذري (١) مختصرًا، والطبري (٢) مطولًا.

• نقد النص:

في هذا الخبر تولية يزيد بن الوليد العراق لمنصور بن جمهور، وقد كان منصور بن جمهور أعرابيًّا جافيًّا غيلانيًّا، ولم يكن من أهل الدين، وإنما صار مع يزيد لرأيه في الغيلانية، وحمية لقتل خالد، فشهد لذلك قتل الوليد (٣).

وقد أنكر عليه ذلك، فقد روى الطبري: (دخل على يزيد بن الوليد يزيد بن حجرة الغساني (٤) وكان دينًا فاضلًا ذا قدر في أهل الشام، قد قاتل الوليد ديانة - فقال: يا أمير المؤمنين، أوليت منصورًا العراق؟ قال: نعم؛ لبلائه وحسن معونته، قال: يا أمير المؤمنين، إنه ليس هناك في أعرابيته وجفائه في الدين. قال: فإذا لم أُوَّلِّ منصورًا في حسن معاونته فمن أولي؟! قال: تُولي رجلًا من أهل الدين والصلاح والوقوف عند الشبهات، والعلم بالأحكام والحدود) (٥).

وكأن يزيد بن حجر استنكر تقريب يزيد بن الوليد منصور بن جمهور، مع ما فيه من الجفاء والجهل بالدين، فأنكر عليه ذلك وكأنه يقول: ألم تخرج على ابن عمك لإنكار المنكرات فكيف تولي رجلًا هذه حاله، ولكن يزيد رد عليه أن لمنصور حق علينا لبلائه في الخروج معنا على الوليد، فلا بد من مكافأته، ولعل هذا سبب اتهام يزيد بن الوليد بتقريب الغيلانية، وأن من قام معه في ثورته هذا ومن على نهجه.


(١) الأنساب ٩/ ١٩٣.
(٢) التاريخ ٧/ ٢٧٠.
(٣) الطبري: التاريخ ٧/ ٢٧٠.
(٤) لم أقف على ترجمته.
(٥) التاريخ ٧/ ٢٧١.

<<  <   >  >>