للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومطعنكم بغلتي، وانتهابكم ثقلي أو قال: ردائي عن عاتقي، وإنكم قد بايعتموني أن تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا قال: ثم نزل فدخل القصر» (١)، (قال المحقق: إسناده حسن) (٢).

هذا ما تم عليه الصلح بين الصحابيين الجليلين الحسن ومعاوية -رضي الله عنهما- بطريقة تسمو بقدرهما وبقدر من معهما من ذلك الجيل العظيم، بعيدًا عن جميع الروايات التي شوهت صورة هذا الصلح، وجاءت به بطريقة هشة لا تحاكي إلا من رواها.

نستخلص مما سبق من النصوص التي وردت عن صلح الحسن -رضي الله عنه- ما يلي:

- أورد البخاري في حديثه عن الصلح ذكر المال ولم يورد تفاصيله.

- غموض أكثر التفاصيل الدقيقة في الصلح وسريته.

- أن الصلح كان من نية الحسن -رضي الله عنه- من بداية خلافته؛ لأنه لم يكن غائبًا عنه حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه.

- أن الحسن -رضي الله عنه- بذكائه استطاع أن يُلْزِمَ أتباعه بالصلح؛ حينما شَرَطَ عليهم المسالمة في أول بيعته، فلما جاء الصلح ذكرهم ببيعتهم له؛ ولذلك تابعه أصحابه للعهد الذي قد تم بينه وبينهم، ولم يخالف إلا قليل منهم لا يكاد يذكر.

* صُلْحُ قيس بن سعد -رضي الله عنه-.

[٤]- (وكتب إلى قيس بن سعد بالصلح، ويأمره بتسليم الأمر إلى معاوية، والانصراف إلى المدائن، فلما وصل الكتاب بذلك إلى قيس بن سعد قام في الناس، فقال: أيها الناس، اختاروا أحد الأمرين: القتال بلا إمام، أو


(١) الطبقات ١/ ٣٢٤ (ت د. محمد السلمي).
(٢) المصدر السابق ١/ ٣٢٤.

<<  <   >  >>