للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تسعين ألف مدجج من شيعته، أما والله لئن رامني ليجدني ضرَّابًا بالسيف) (١).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٢) والطبري (٣).

• نقد النص:

هذه الرواية لم أقف على مَنْ أوردها بسند صحيح، وزيادة على ذلك نكارة متنها، ومنه الأوصاف التي طالت والدي معاوية -رضي الله عنهم-، ومن ذلك وصف أبي سفيان -رضي الله عنه- (٤) برأس النفاق، ووصف هند بنت عتبة (٥) -رضي الله عنها- بآكلة

الأكباد، وذلك نكاية لها لما روي عنها أنها أكلت كبد حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- (٦).

وهنا وقفة وتساؤل: هل تصح هذه الألقاب عنهما؟.

أما عن أبي سفيان -رضي الله عنه- ووصفه برأس النفاق، فليس لهذا الوصف أساس من الصحة وفيه اتهام لإسلام أبي سفيان -رضي الله عنه-، وهو من أسلم وحسن إسلامه؛ بل ذهبت عيناه بالجهاد في سبيل الله، ومما يُذْكَرُ في حسن بلائه ما رُوِيَ عن سعيد بن المسيب (٧) عن أبيه قال: (فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت


(١) الأخبار الطوال ٢١٩.
(٢) الأنساب ٥/ ١٨٩.
(٣) التاريخ ١٧٠/ ٥، وفي سندها المجالد وهو ضعيف سبقت ترجمته.
(٤) اسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الأمراء، ولد قبل الفيل بعشر سنوات، قاد قريش يوم أحد والأحزاب، أسلم قبل الفتح، وشارك مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- حنينًا والطائف وذهبت عينه يوم الطائف، والأخرى يوم اليرموك، توفي في خلافة عثمان -رضي الله عنه- بالمدينة سنة إحدى وثلاثين وقيل: اثنتين وثلاثين. الأصفهاني: معرفة الصحابة. ٢/ ١٥٠٩. الذهبي: السير ٢/ ١٠٥.
(٥) هند بنت عتبة بن ربيعة، أم معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-، كانت من أحسن نساء قريش وأعقلهن، أسلمت عام الفتح، وشهدت اليرموك. الذهبي: السير ١٤٣.
(٦) حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، أسلم في مكة، وشهد بدر، يلقب بأسد الله، قتله وحشي يوم أحد. الذهبي: السير ١/ ١٧١.
(٧) سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات الفقهاء،
من كبار الثانية، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل، توفي بعد التسعين. ابن حجر: التقريب ٢٤١.

<<  <   >  >>