للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثلاثةٌ بالزّنا، ونكّل زيادٌ فحدّ عمر الثّلاثة، وقال لهم: «توبوا تقبل شهادتكم»، فتاب رجلان، ولم يتب أبو بكرة، فكان لا تُقبل شهادته، وأبو بكرة أخو زيادٍ لأمّه، فلمّا كان من أمر زيادٍ ما كان، حلف أبو بكرة ألا يكلّم زيادًا أبدًا، فلم يكلّمه حتّى مات) (١).

الثاني: أما قوله بضبط أبي عامر العبدري، فإن أبا عامر هذا لم يكن موثوقًا لا في عقيدته ولا روايته.

وهو متهم بتساهله بالسماع ويتحدث ولا يصغي، وكان يقول يكفيني حضور المجلس (٢).

فمن ذلك لا نستبعد أن التحريف بالكلمة (ادّعى) بفتح الدال وفتح العين، جاء منه.

- وخلاصة القول في هذا النسب، أن معاوية -رضي الله عنه- لا يمكن أن يفعل هذا، وهو يعلم حرمة هذا الفعل، والمانع من ذلك فقهه وعدالته، وقد سمع بهذا الادعاء كثير من الصحابة ولم أقف على من أنكر ذلك على معاوية -رضي الله عنه- باسمه، وذلك لأنه لم يفعله، ولو فعله لأنكروا عليه، والحديث السابق عن أبي بكرة -رضي الله عنه- لم يُسَمَّ فيه الفاعل؛ ولذلك حصل الإنكار على الفعل واقتصر عليه، والأمر لا يعدو أن يكون إشاعة أُشيعت نقمة على معاوية -رضي الله عنه- وزياد للصلح الذي تم بينهما.

وقد ذكر هذا الاستلحاق - استلحاق معاوية نسب زيادٍ - بعض العلماء فمنهم من ساق النصوص الواردة في هذا الخبر من غير تمحيص لها، ومنهم من ترك هذا الخبر وتورَّع عن الدخول فيه:


(١) المصنف ٧/ ٣٨٣. برقم ١٣٥٦٤.
(٢) ذكر هذا القول فيه ابن ناصر الذهبي: تاريخ الإسلام ٣٦/ ١٠٥.

<<  <   >  >>