للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو بكر (١): وسمعت من يذكر أن الحفاظ كانوا إذا أخذوا في المذاكرة شرطوا أن يعدلوا عن حديث أبي العباس بن عقدة لاتساعه وكونه لا (٢) ينضبط فحدثني الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: لما قدم أبو الحسن الدارقطني مصر أدرك حمزة بن محمد الكِناني الحافظ في آخر عمره، فاجتمع معه وأخذا يتذاكران، فلم يزالا كذلك حتى ذكر حمزة عن أبي العباس بن عقدة حديثاً، فقال له أبو الحسن: أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أبي العباس، ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره أو كما قال (٣).

أخبرنا أبو سعد الماليني إجازةً، وحَدَّثنيه أحمد بن سليمان المقري عن أبي عبد الله بن عدي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقد لا يتدين بالحديث؛ لأنه كان يحمل شيوخاً بالكوفة على الكذب، يُسَوِّي لهم نسخةً، ويأمرهم أن يرووها، فكيف يتدين بالحديث ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم، ثم يرويها عنهم؟ وقد تبينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة (٤).

قال ابن عدي: وسمعت محمد بن محمد بن سُليمان الباغندي يحكي فيه شبيهاً بذلك، وقال: كتب إلينا أنه قد خرج شيخٌ بالكوفة عنده نسخ الكوفيين، فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه واستقصينا عليه، فقال لنا: ليس عندي أصل، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، فقال: اروه يكن لك فيه ذكر ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعوه منك، أو كما قال.


(١) أي: الخطيب البغدادي.
(٢) في مطبوعة «تاريخ بغداد»: مما لا.
(٣) «تاريخ بغداد»: (٦/ ١٥٥).
(٤) «تاريخ بغداد»: (٦/ ١٥٦ - ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>