للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جمعا غفيرا (١)، عصبة (٢) عصية (٣) عن (٤) الحق، وعصبية (٥) على الخلق. ولو كانت لهم أفهام، ورزقوا معرفة بدين الإسلام، لكان لهم من أنفسهم وازع، لظهور التهافت على مقالاتهم، وعموم البطلان لكلماتهم. ولكن الفدامة (٦) استولت عليهم، فليس لهم قلوب يعقلون بها، ولا أعين يبصرون بها، ولا آذان يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل (٧). ولقد أخبرني غير واحد عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الاسفراييني (٨) أنه خرج يوما على أصحابه مسرورا فسألوه، فقال: ناظرت اليوم عاميا فظهرت عليه. فقيل له: وأنت تظهر على الأيمة، فكيف تفرح بالظهور على العوام؟ فقال: العالم يرده علمه، وعقله (٩)، ودينه، والعامي (١٠) لا يرده فهم، ولا يردعه (١١) دين، فغلبته نهزة (١٢) ونادرة.

قال القاضي أبو بكر (١٣) رضي الله عنه: وأنبئكم بغريبة أني (١٤) ما لقيت طائفة إلا وكانت لي معهم وقفة في مقالاتهم، عصمني الله بالنظر بتوفيقه منها [و ٧٩ أ] إلا الباطنية والمشبهة، فإنها زعنفة (١٥) تحققت (١٦) أنه ليس وراءها معرفة. فقذفت نفسي كلامها من أول مرة. وسائر الطوائف لا بد أن يقف الفكر عقلا وشرعا من أي وجه طلبت الدليل حتى يرشده (١٧) العقل والشرع،


(١) ب، ج، ز: غفرا.
(٢) د: غصبة.
(٣) د: عصبة.
(٤) د: على.
(٥) د: عصبة، ج: عصيبة.
(٦) ز: كتب على الهامش: قال في القاموس: الفدم: العي عن الكلام في ثقل ورخاوة وقلة تفهيم. انتهى المراد منه.
(٧) اقتباس من القرآن.
(٨) ب، ج، ز: الإسفراييني. وهو توفي في سنة ٤٠٦ هـ/ ١٠١٥ م.
(٩) د: يرجعه إلى عقله.
(١٠) ج: والعام.
(١١) د: يزعه.
(١٢) د: نزهة.
(١٣) د: قال أبي.
(١٤) ب: - وأنبئكم بغريبة أني. ج، ز: أتيتكم.
(١٥) د: رغمة.
(١٦) د:+ و.
(١٧) ب: يرشد.

<<  <   >  >>