أو مشيعًا لجنازة، أو قاعدًا في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يُحسن يعصي الله عز وجل).
وعن عيسى بن عمر قال: (كان عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه ليلًا، فيقف على القبور فيقول:"يا أهل القبور! قد طويت الصحف، وقد رفعت الأعمال"، ثم يبكي، ويصف بين قدميه حتى يصبح، فيرجع، فيشهد صلاة الصبح).
وقال أبو المواهب بن صَصْرَى في شأن الإمام أبي القاسم بن عساكر:(لم أر مثله، ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة، من لزوم الصلوات في الصف الأول إلا من عذر، والاعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة، وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة، وأباها بعد أن عُرِضت عليه، وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم).
وكان المحدث الثقة "بشر بن الحسن" يقال له: "الصَّفِّي" لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة.
وكان "إبراهيم بن ميمون المروزي" أحد الدعاة المحدثين الثقات من أصحاب عطاء بن أبى رباح، وكانت مهنته الصياغة، وطرق الذهب والفضة، قالوا:(كان فقيهًا فاضلًا، من الأمَّارين بالمعروف، وقال ابن معين: كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يَرُدَّها).
وقيل للأحنف بن قيس رضي الله عنه:"إن فيك أناة شديدة"، فقال:"قد عرفت من نفسي عجلة في صلاتي إذا حضرت حتى أصليها".