للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسبّ صاحبه مغضباً قد احمرّ وجهه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلمُ كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)) (١).

ولما كان الشيطان على نوعين:

نوع يُرى عياناً، وهو شيطان الإنس، ونوع لا يُرى، وهو شيطان الجن.

جعل الله سبحانه المخرج من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه، والعفو، والدفع بالتي هي أحسن، ومن شر شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه (٢)، وما أحسن ما قاله القائل:

فما هو إلا الاستعاذة ضارعاً ... أو الدفع بالحُسْنَى هما خيرُ مطلوب

فهذا دواء الداء من شر ما يُرى ... وذاك دواء الداء من شر محجوب (٣)

النوع الثاني: الوضوء؛ لحديث عطية السعدي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلِقَ من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)) (٤).

النوع الثالث: تغيير الحالة التي عليها الغضبان، بالجلوس، أو


(١) البخاري، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، برقم ٦١١٥، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، برقم ٢٦١٠.
(٢) انظر: سورة الأعراف، الآية: ٢٠٠، وسورة المؤمنون الآية: ٩٧، وسورة فصلت، الآية: ٣٦.
(٣) انظر: زاد المعاد، ٢/ ٤٦٢ - ٤٦٣ بتصرف يسير، وأضواء البيان، ٢/ ٣٤١ - ٣٤٢.
(٤) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما يقال عند الغضب، برقم ٤٧٨٤، قال الشيخ عبد العزيز ابن باز: ((وإسناده جيد))، وانظر: تهذيب السنن، ٧/ ١٦٥ - ١٦٨، وعون المعبود، ١٣/ ١٤١.

<<  <   >  >>