للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به السفهاء، ولا لتخيّروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار)) (١).

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ((لا تعلّموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله؛ فإنه يدوم ويبقى وينفد ما سواه)) (٢).

ولهذا تكفّل الله بالسعادة لمن عمل لله، فعن أنس يرفعه: ((من كانت الآخرة همّهُ جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له)) (٣).

[المطلب الثالث: أنواع العمل للدنيا]

العمل للدنيا أنواع متعددة، وقد ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أنه جاء عن السلف في ذلك أربعة أنواع:

النوع الأول: العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله تعالى: من صدقة، وصلاة، وإحسان إلى الناس، ورد ظلم، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصاً لله تعالى؛ لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، وإنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله، وتنميته، أو حفظه أهله


(١) ابن ماجه، المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، برقم ٢٥٤، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، ١/ ٤٨، وصحيح الترغيب، ١/ ٤٦، وفي الموضعين أحاديث أخرى.
(٢) الدارمي، ١/ ٧٠ موقوفاً، وابن ماجه عن أبي هريرة، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، ١/ ٤٨، وصحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٤٨.
(٣) الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب حدثنا قتيبة، برقم ٢٤٦٥، وابن ماجه، بنحوه، برقم، وصححه الألباني في صحيح الجامع، ٥/ ٣٥١، والأحاديث الصحيحة، ٩٥٠.

<<  <   >  >>