الخلق الحسن في الدعوة إلى الله تعالى من أهم المهمات، ومن أعظم القربات، ومن أولى الواجبات التي ينبغي أن يتصف بها الدعاة، ولابد منها لكل داعية يرغب فيما عند الله تعالى، ويرغب في نجاح دعوته وظهور ثمراتها؛ فإن الدعاة إلى الله تعالى أشدّ حاجة من غيرهم لمعرفة الخلق الحسن وتطبيقه على أنفسهم في جميع مجالات الحياة طلباً لحصول الآثار العظيمة النبيلة في مجتمعاتهم كما حصل في صدر الإسلام؛ فإنه لا يُحصَى من دخل في الإسلام بسبب خلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام سواء كان ذلك الخلق الحسن من: جوده أو كرمه، أو عفوه أو صفحه، أو حلمه أو أناته، أو رفقه أو صبره، أو تواضعه أو عدله، أو رحمته أو منّه، أو شجاعته وقوته .. وهكذا أصحابه الكرام - رضي الله عنهم -، ومن أشهر الأمثلة قصة مصعب بن عمير - رضي الله عنه - مع سَيِّدَي: الأوس والخزرج حينما استخدم معهما الخلق الحسن - الرفق والحلم والأناة - فأسلما على يديه، ثم دعا كلٌّ منهما قومه إلى الإسلام، فلم يبقَ بيت إلا دخله الإسلام بفضل الله تعالى ثم بفضل هذا الخلق الحسن العظيم.
وتبرز أهمية الخلق الحسن في الدعوة إلى الله تعالى في أمور منها:
الأمر الأول: الخلق الحسن في حياة المسلم عامة وفي حياة الدعاة إلى الله تعالى خاصة من أعظم روابط الإيمان وأعلى درجاته؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)) (١).
(١) أخرجه الترمذي، كتاب الرضاع، باب حق المرأة على زوجها، برقم ١١٦٢، وأبو داود، كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، برقم ٤٦٨٢، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، ١/ ٣٤٠.