الحمد لله الذي يسر لي إتمام هذه الرسالة وأشكره سبحانه وتعالى على توفيقه إياي وتيسيره لي سبل العلم النافع.
فقد جمعت في هذه الرسالة أقوال الحديث، أئمة الجرح والتعديل ملتزماً الصحة إلى صاحب القول في أبي حنيفة، وقد تركت كتابين عظيمين لم أتمكن من البحث فيهما، أحدهما:«صحيح الإمام البخاري» رحمه الله فكثيراً ما يعرّض بالحنفية في قوله وقال بعض الناس: ويذكر مخالفتهم للأدلة.
الثاني:«المحلى» لأبي محمد بن حزم رحمه الله، فإن له حملات على الحنفية لمخالفتهم الأدلة.
على أن الذي كتبته فيه الكفاية فقد ذكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث إجماع أئمة الحديث على جرح أبي حنيفة.
والكلمات الصادرة من أئمة الحديث في أبي حنيفة تدل على غيرة أئمتنا رحمهم الله على السنة وأنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم بخلاف هذا الزمن زمن المحاباة فتراهم يطلقون على المبتدعة الألقاب الضخمة: الداعية الكبير، المجاهد، بل ربما يطلقون عليه: المجدد، فما أشد حاجة زمننا هذا إلى مثل شعبة ابن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل، والبخاري، وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين وابن حبان والدارقطني، يبينون أحوال المبتدعة الذين لبسوا على المسلمين دينهم، وشتتوا شمل المسلمين بهذه الأفكار الدخيلة على الإسلام، وبالحزبيات التي تنفّذ مخططات أعداء الإسلام، فإلى الله المشتكى.