للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما لا يحد مع أنهم أحق بالاتباع والاقتداء؛ لأنهم تربوا في حجر سيد الأنبياء، وأهل البيت أدرى بما فيه، كما لا يخفى على الفطن النبيه.

ويظن أن في ذلك تفريطا وعدولا عن الحق، وهذه من جملة مكايدهم التي يلقونها على كثير من عوام الناس فيضلونهم عن الطريق، ويصدونهم عن منهج التحقيق.

والجواب عن هذه المكيدة: أن الإمام نائب النبي وخليفته، لا صاحب المذهب؛ لأن المذهب طريق الذهاب الذي فتح على بعض الأمة في فهم أحكام الشريعة من أصولها، ولذا احتمل الصواب والخطأ.

والإمام معصوم عن الخطأ -بزعم الشيعة- كالنبي، فلا يتصور نسبة المذهب إليه، ومن ثم كان نسبة المذهب إلى الله تعالى والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام فضول من الكلام ومعدود من جملة الأوهام.

بل إن فقهاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم أفضل عند أهل السنة من المجتهدين الأربعة، ومع ذلك لا يعدونهم أصحاب مذاهب؛ بل إنما يجعلون أقوالهم وأفعالهم مدارك الفقه ودلائل الأحكام، وذريعة لأخذ شريعة الرسول عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام، وشأن العترة عندهم في أخذ الأحكام كشأن النبي عليه السلام وسائر الصحابة الكرام، وإن

<<  <   >  >>