وقد فسر المصنف الفرط بنحو هذا في العمل على الصدقة من هذا الكتاب، وكذا في غيره، فأحسن وأجاد.
وشَذَّ هنا وأغرب، وتساهل كما ترى.
والفَرَطُ: محرك بمعنى الفارط، فهو فعَل بمعنى فاعل، مثل تبعَ بمعنى تابع، ويقال: رجل فَرَط، وقوم فَرَط أيضاً.
ويقال: فارطتُ القوم مُفَارَطَة وفِرَاطاً: أي: سابقتهم وتقدمتهم، وهم يتفارطون.
وافترط فلان ابناً له: أي: تقدم له ولد، ومنه الدعاء على الطفل الميت: (اللهم اجعله لنا فَرَطا): أي: أجراً يتقدمنا حتى نرد عليه. (انتهى).
وقال القاضي عياض: الفرط في الدعاء: الشافع، يشفع لوالديه وللمؤمنين الذي يُصَلّوْنَ عليه، انتهى.
واجعله فَرَطاً لأبويه، أي: سابقاً لتهيئة مصالحهما في الآخرة.
وفي الحديث: "أنا فرطكم على الحوض" يقول: أنا أتقدمكم إليه كالمهيّىء له.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute