للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمصنف رحمه الله تعالى له موقف قوي في وجه التقليد والتحذير منه، والتنبيه إلى عدم الاغترار بالكبار، ولزوم التحرير والتدقيق، والتحري والتحقيق. فتجده يقول في بعض المواضع من كتابه بعد ذكره لزلة وقع فيها المنذري بسبب التقليد: لكن الاسترواح والتقليد، يوقعان في هذا وأعظم منه (١) وقال: ولا يغتر بما وقع لشيخنا ابن حجر ... فيجيء من بعده، فيقلده ولو في الخطأ البيِّن، وهذا أمر ذميم عظيم، ليس بمحمود ولا هين، فلا تغتر بأحدٍ فتقلده، بل راجع وحرر، واتبع الصواب، فإنه واجب متعين .......... (٢).

وغير هذه الأقوال مما سيأتي ذكره في دراسة الكتاب ص ٦١ م. وكذا فإن المصنف له شرفٌ عظيم باتصاله بسلسلة بعض الأسانيد (٣) التي يفتخر بها العلماء، ويحرصون على الحصول عليها.

وقد كان رحمه الله تعالى ذا أدب جمّ وخلق عال، وسماحة واعتذار لغيره من العلماء وللمنذري على وجه الخصوص كما يتضح ذلك من مقدمته التي اعتذر فيها للمنذري، وبيَّن بأن ذكره لهذه الاستدراكات لا ينقص الكتاب قدره، ولا يرخص قيمته.

كما يتبين ذلك من عباراته أثناء الكتاب، ومن خاتمته (٤) بنقل كلام ابن قتيبة بطوله في اعتذاره لأبي عبيد في غريب الحديث، وقال المصنف بعد نقل كلامه: انتهى كلامه ملخصاً، ولا مزيد عليه في الحسن، وبالجملة، فليمعن الناظر في إملائنا هذا النظر، وليوسع العذر، فإن اللبيب من عذر، ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه.

وأما أهم ما خلّفه المصنف رحمه الله تعالى من المؤلفات، فمنها:

١ - إفادة المبتدىء المستفيد في حكم إتيان المأموم بالتسميع، وجهره


(١) انظر العجالة: ق/ ١٨٠/ أ.
(٢) انظر: أول فقرة: ٣٤١.
(٣) انظر: العجالة: ق/ ٢١٧/ أ- ٢١٩/ أ.
(٤) انظر: العجالة: ق/ ٢١٩/ أ- ٢٢٠/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>