والمتعتزلة أنه لا يسمى مؤمناً إلا من أدى الواجبات واجتنب الكبائر، ويقولون إن الدين والإيمان قول وعمل واعتقاد لكن لا يزيد ولا ينقص، فمن أتى كبيرة كالقتل واللواط وقذف المحصنات ونحوها كفر عند الحرورية واستحلوا منهم ما يستحلون من الكفار، وأما المعتزلة فمرتكب الكبيرة عندهم يصير فاسقاً في منزلة بين منزلتين، لا مؤمناً ولا كافراً، وتقدم بيان مذهب المرجئة، وأنهم يقولون لا يضر مع الإيمان معصية، وأن الإيمان عندهم مجرد التصديق، وأن من أتى كبيرة فهو كامل الإيمان ولا يستحق دخول النار، وعند الجهمية أن الإيمان مجرد المعرفة والأعمال ليست من الإيمان فإيمان افسق الناس كإيمان أكمل الناس، ويقولون، لا يضر مع الإيمان معصية، وأما أهل السنة فقالوا، الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ومن أتى كبيرة فهو عندهم مؤمن ناقص الإيمان، وبعبارة أخرى مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، وفي الآخرة تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وأدخله الجنة، لأول مرة، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه، وبعد تطهيره من الذنوب مآله إلى الجنة، قال بعضهم:
ولم يبق في نار الجحيم موحد ولو قتل النفس الحرام تعمدا
[توسط أهل السنة في أصحاب رسول الله بين الرافضة والخوارج]
س١٥٨- كيف كان أهل السنة وسطاً في أصحاب رسول الله بين الرافضة والخوارج؟