للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج- هي تنقسم إلى قسمين أحدهما حكمته في خلقه وهي نوعان الأول أحكام هذا الخلق وإيجاده في غاية الإحكام والإتقان، والثاني صدوره لأجل غايات محمودة مطلوبة له سبحانه التي أمر لأجلها وخلق لأجلها.

والثانية صدور حكمته في شرعه وتنقسم إلى قسمين الأول كونها في غاية الإتقان والإحسان الثاني كونها صدرت لغاية محمودة وحكمة عظيمة يستحق عليها الحمد.

[س٨٩- بين ما تعرفه عن معنى قوله تعالى (وهو اللطيف الخبير) ؟]

ج- اللطيف الذي لطف علمه وخبره حتى أدرك السرائر والضمائر والخفايا والغيوب ودقائق المصالح وغوامضها فالخفي في علمه مكشوف كالجلي من غير فرق وأنواع لطفه تعالى لا يمكن حصرها فيلطف بعبده في أمور الداخلية المتعلقة بنفسه ويلطف له الأمور الخارجية فيسوقه ويسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر النوع الثاني لطفه لعبده ووليه الذي يريد أن يتم عليه إحسانه كما جرى ليوسف عليه السلام، وأما الخبير فهو من الخبرة بمعنى كمال العلم ووثوقه والإحاطة بالأشياء على وجه الدقة والتفصيل وهو العلم إلى كل ما خفي ودق فالعلم عندما يضاف إلى الخفايا الباطنية يسمى خبرة ويسمى صاحبها خبيراً فالله سبحانه لا يجري في الملك والملكوت شيء ولا يتحرك ذرة فما فوقها وما دونها ولا يسكن ولا يضطرب نفس ولا يطمئن إلا وعنده منه خبره وهو يقرب من معنى اللطيف ولهذا تجد مقروناً بينهما في بعض

<<  <   >  >>