ثم استوى على العرش) (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)(الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش) .
[س١٢٧- اذكر ما تعرفه من معاني هذه الآيات الدالة على الاستواء؟]
ج- تضمنت هذه الآيات أولاً: إثبات صفة الربوبية وتربية لخلقه نوعان: عامة وخاصة. فالعامة كما في آية سورة الأعراف وآية سورة يونس وهي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتها لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا. وأما الخاصة: فتربيته لأنبيائه ورسله وأوليائه فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر وهذا هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة وفي هذه الآيات إثبات صفة الألوهية والخلق والاستواء والعلو والقدرة. وإثبات العرش وأنه مخلوق والرد على الفلاسفة القائلين بقدم المخلوقات الاستدلال بهذه المخلوقات على وجود الباري جل وعلا لأنه لا يمكن أن توجد نفسها ولا أن توجد من دون موجد. قال تعالى:(أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) . وفيها إثبات أسماء الله وصفاته وأنه المستحق لأن يعبد وحده. وإثبات الأفعال الاختيارية اللازمة والمتعدية وبيان تحديد الأيام التي خلقت فيها السموات والأرض والمتبادر أنها كهذه الأيام. وفيها التأني في الأمور والصبر فيها لأن الله قادر على إيجادها دفعة واحدة في ساعة واحدة. قال تعالى