أتريدون رحمته وأمره صفته القائمة بذاته أم مخلوقاً منفصلاً سميتموه رحمة وأمراً فإن أردتم الأول فنزوله يستلزم نزول الذات ومجيئها قطعاً وإن أردتم الثاني كان الذي ينزل ويأتي لفصل القضاء مخلوقاً محدثاً لا رب العالمين وهذا معلوم البطلان قطعاً وهو تكذيب صريح للخبر فإنه يصح معه أن يقال لا ينزل إلى سماء الدنيا ولا يأتي لفصل القضاء وإنما الذي ينزل ويأتي غيره ومنها كيف يصح أن يقول ذلك المخلوق لا أسأل عن عبادي غيري ويقول من يستغفرني فأغفر له.
ونزول رحمته وأمره مستلزمٌ لنزول سبحانه ومجيئه وإثبات ذلك للمخلوق مستلزم للباطل الذي لا يجوز نسبته إليه سبحانه مع رد خبره صريحاً.
ومنها أن نزول رحمته وأمره لا يختص بالثلث الأخير ولا بوقت دون وقت ينزل أمره ورحمته فلا تنقطع ولا أمره عن العالم العلوي والسفلي طرفة عين (مختصر الصواعق ص ٢٦٠ج ٢) .
[صفة الوجه]
[س١٠٦- ما الذي تفهمه من قوله في إثبات الوجه (كل شيء هالك إلا وجهه)(إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى)(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ؟]
ج- في هذه الآيات إثبات صفة الوجه من وهو الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله وقد دل على ثبوتها الكتاب والسنة أما أدلة الكتاب