للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتركهم لا يتركوك «١» ، فأقرضهم «٢» عرضك «٣» ليوم فقرك، واعلم أن الجزاء أمامك، ثم آخى بينهما؛ ثم نظر في وجوه أصحابه فقال: ابشروا وقروا عينا، فأنتم أول من يرد علي الحوض، وأنتم في أعلى الغرف؛ ونظر إلى عبد الله «٤» بن عمر فقال:

الحمد لله الذي يهدي من الضلالة من أحب» .

فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله! ذهب روحي فانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت، فإن كان من سخطة «٥» عليّ فلك العتبي والكرامة! قال: والذي بعثني بالحق! ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي قال: يا رسول الله! ما أرث منك؟ قال: ما ورثت الأنبياء قبلي، قال: وما ورثت الأنبياء قبلك؟ قال:

كتاب الله و «٦» سنة نبيهم «٦» ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي «٧» ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ «٨» .

ومات الوليد بن المغيرة بمكة وأبو أحيحة «٩» بالطائف، بلغ المسلمين «١٠» نعيهما؛ وولد عبد الله بن الزبير في شوال، فكبر المسلمون وكانوا يخافون أن يكون اليهود سحرت نساءهم، وكان أول مولود ولد من المهاجرين بالمدينة، وهنىء به أبو بكر والزبير، ولم ترضعه أسماء بنت أبي بكر حتى أتت به النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه


(١) من الدر المنثور، وفي الأصل «لا يتركون» وزيد بعد في الدر المنثور إن تهرب منهم يدركون» .
(٢) من الدر المنثور، وفي الأصل «فأقرصهم» .
(٣) من الدر المنثور، وفي الأصل «عرضا» .
(٤) من الدر المنثور، وفي الأصل «الرحمن» .
(٥) في الدر المنثور «سخط» .
(٦- ٦) من الدر المنثور، وفي الأصل «بينه» خطأ.
(٧) زيد في الدر المنثور «وأنت أخي ورفيقي» .
(٨) سورة ١٥ آية ٤٧.
(٩) من الطبري والكامل لابن الأثير ٢/ ٨٥، وفي الأصل «أبو ححة» كذا.
(١٠) في ف «المسلمون» كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>