للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معك، والله لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ «١» . ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والذي بعثك بالحق! لو سرت بنا إلى «٢» برك الغماد «٢» لجالدنا معك من دونه حتى تنتهي «٣» إليه «٤» رسول الله «٤» ! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير.

ثم قال: أشيروا عليّ أيها الناس! وإنما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار، وذلك أنهم كانوا عدد الناس «٥» ، فقال سعد بن معاذ: كأنك «٦» يا رسول الله إنما تريدنا! قال: أجل، فقال سعد: قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا بما جئت به أنه الحق، وأعطيناك مواثيقنا وعهودنا على السمع والطاعة، فامض بنا يا نبي الله لما أردت فنحن معك، والذي بعثك لو! استعرضت «٧» هذا البحر وخضت بنا لخضناه معك ما بقي منا رجل، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر «٨» عند «٩» الحرب، صدق «١٠» عند «٩» اللقاء، لعل الله يريك منا بعض ما تقر به عينك! فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب ورجل «١١» من أصحابه قدام الجيش «١٢» ، ومضى حتى وقف على


(١) سورة ٥ آية ٢٤.
(٢- ٢) بفتح الباء وكسرها وضم الغين وكسرها، وهي موضع باليمن- مجمع بحار الأنوار.
(٣) في الأصل «سهى» كذا، وفي السيرة «تبلغه» .
(٤- ٤) ليست في السيرة.
(٥) وزاد في السيرة ٢/ ٦٤ «وإنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا: يا رسول الله! إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى دورنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا، نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلخ» .
(٦) من السيرة، وفي ف «إنك» .
(٧) زيد في السيرة «بنا» .
(٨) من السيرة، وفي ف «لنصبر» .
(٩) في السيرة «في» .
(١٠) في ف «صدقا» والتصحيح من السيرة.
(١١) زيد في السيرة «الرجل هو أبو بكر الصديق» .
(١٢) في ف «الجيس» خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>