للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأيديهم فقال «١» : ما يجلسكم؟ [قالوا] «٢» قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: فما تصنعون بالحياة بعده! قوموا فموتوا على ما مات عليه! ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل، ووجد فيه سبعون ضربة بالسيف والرمح.

وكان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت الهزيمة كعب بن مالك، قال: عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر فناديت بصوتي: يا معشر المسلمين! ابشروا فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم «٣» ! فلما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا إليه، فيهم «٤» : أبو بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد والحارث بن الصمة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناول النبل سعدا ويقول: «ارم فداك أبي وأمي» .

ثم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن خلف وهو يقول: يا محمد! لا نجوت إن نجوت. فقال القوم: يا رسول الله! أيعطف عليه رجل منا؟ فقال: «دعوه» ! فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ثم انتفض بها انتفاضة ثم استقبله وطعنه بها فمال عن فرسه، وقد كان أبي بن خلف يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فيقول: إن عندي «٥» العود أعلفه «٥» كل يوم فرقا من ذرة «٦» أقتلك عليه! فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل أنا أقتلك إن شاء الله» . فرجع أبي بن خلف إلى المشركين وقد خدشته حربة رسول الله صلى الله عليه وسلم خدشا غير كبير، فقال: قتلني والله محمد، فقالوا:

ذهب والله فؤادك والله إن بك «٧» من بأس، فقال: إنه قد كان يقول بمكة: إني أقتلك، والله! لو بصق عليّ لقتلني، فمات بسرف «٨» وهم قافلون إلى مكة.


(١) من الطبري، وفي ف «فقالوا» .
(٢) من الطبري.
(٣) زيد في الطبري «فأشار إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنصت» .
(٤) كذا، وفي الطبري «ونهضوا به ونهض نحو الشعب معه» .
(٥- ٥) من الطبري، وفي ف «قعودا أعطه» كذا.
(٦) في ف «درة» ، والتصحيح من الطبري.
(٧) من الطبري، وفي ف «إن يكن» .
(٨) بفتح السين وكسر الراء موضع على ستة أميال من مكة- انظر معجم البلدان ٥/ ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>