للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أن أبا سفيان أراد الانصراف فصرخ بأعلى صوته: الحرب سجال أعل هبل يوم بيوم بدر «١» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ناحية: «الله أعلى وأجل لا سواء! قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار» . فقال أبو سفيان: يا عمر «٢» أنشدك الله أقتلنا محمدا؟ فقال: اللهم لا وإنه «٣» ليسمع كلامك. فقال: أنت أصدق عندي من ابن قميئة «٤» ، ولكن موعدكم بدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو بيننا وبينكم» «٥» .

رحل أبو سفيان بالمشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب:

«أخرج في آثار القوم، فإن كانوا قد اجتنبوا «٦» الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأنجزتهم» «٧» ! فخرج في آثارهم فرآهم قد اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره.

وفرغ الناس لقتلاهم»

، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به، فوقف عليه وقال: «لولا أن تحزن صفية أن «٩» تكون سنة بعدي «١٠» ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع والطير «١١» ،


(١) في الأصل «ببدر» كذا.
(٢) في ف «عم» خطأ.
(٣) زيد في ف «ألا» خطأ.
(٤) من الطبري، وفي ف «ابن قمة» كذا.
(٥) في الطبري ٣/ ٢٤ «فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه قل: «نعم هي بيننا وبينك موعد» .
(٦) من الطبري، وفي ف «اجتنوا» .
(٧) كذا، وفي الطبري «لأناجزنهم» .
(٨) من الطبري، وفي ف «لقتالهم» .
(٩) كذا، وفي الطبري ٣/ ٣٥ «أو» .
(١٠) كذا، وفي الطبري «من بعدي» .
(١١) في الطبري: وحواصل الطير.

<<  <  ج: ص:  >  >>