للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولئن أظهرني الله عليهم لأمثلن» «١» ! فأنزل الله وَإِنْ عاقَبْتُمْ «٢» فَعاقِبُوا الآية «٣» ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجى ببردة.

ثم [قال] «٤» صلى الله عليه وسلم: «من رجل ينظر ما فعل سعد بن الربيع، أفي الأحياء هو أم في الأموات» ؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! فنظره فوجده [جريحا] «٥» في القتلى وبه رمق، فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات، فقال: أنا في الأموات، أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم [عني السلام] «٥» وقل له إن سعد بن الربيع يقول «٦» ؛ جزاك الله عنا خير ما جزى نبي «٧» عن أمته، وأبلغ قومك السلام، وقل لهم إن سعدا يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف- ثم مات؛ فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره.

واحتمل الناس قتلاهم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفنوهم حيث صرعوا بدمائهم وأن لا يغسلوا ولا يصلى عليهم، فكان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ويقول: «أيهم «٨» أكثر أخذا للقرآن» ؟ فإذا أشير إليه بأحدهما قدمه في اللحد، وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة» . قال: انظروا عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو «٩» فإنهما كان متصافيين «١٠» في الدنيا فاجعلوهما في قبر واحد» .


(١) زيد في الطبري «بثلاثين رجلا منهم. فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على ما فعل بعمه قالوا: والله لئن ظهرنا عليهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط» .
(٢) من سورة ١٦ آية ١٢٦، وفي ف «عاقبتهم» .
(٣) زيد في الطبري: فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبر ونهى عن المثلة.
(٤) سقط من ف، ولا بد منه.
(٥) زيد من الطبري ٣/ ٣٤.
(٦) زيد في الطبري «لك» .
(٧) من الطبري، وفي ف «نبينا» .
(٨) ف «أنهم» تصحيف.
(٩) زيد في الطبري «بن حرام» .
(١٠) التصحيح من الطبري، وفي الأصل «متصادفين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>