للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشكم فعصوه «١» . وصعد عمرو بن جحاش ليدحرج الصخرة، وأخبر الله جلا وعلا رسوله فقام كأنه يريد حاجة، وانتظر أصحابه من المسلمين فأبطأ عليهم، وجعلت اليهود تقول: ما حبس أبا القاسم! فلما أبطأ على المسلمين انصرفوا، فقال كنانة ابن صوريا «٢» : جاءه والله الخبر الذي هممتم به! فلقي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا مقبلا من المدينة فقالوا: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رأيته داخلا المدينة، فانتهوا إليه وهو جالس في المسجد فقالوا: يا رسول الله! انتظرناك فمضيت وتركتنا، فقال: «همت اليهود بقتلي «٣» ، ادعوا لي محمد بن مسلمة» ، فأتي بمحمد «٤» ، فقال: «اذهب إلى اليهود فقل لهم: اخرجوا من المدينة، لا تساكنونني «٥» وهممتم بما هممتم من الغدر» .

فجاءهم محمد بن مسلمة فقال لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تظعنوا من بلاده، فقالوا: يا محمد! ما كنا نظن أن يجيئنا بهذا رجل من الأوس، فقال محمد ابن مسلمة: تغيرت القلوب ومحا الإسلام العهود، فقالوا: نتحمل؛ فأرسل إليهم عبد الله بن أبي: «٦» لا تخرجوا فإن معي ألفي «٦» رجل من العرب يدخلون معكم، وقريظة تدخل معكم. فبلغ الخبر كعب بن أسد «٧» صاحب عهد بني قريظة، فقال، لا ينقض «٨» العهد رجل من بني قريظة وأنا حي.

فأرسل حيي بن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من سادات بني النضير: إنا لا


(١) وفي الطبري: نهاهم عن ذلك سلام بن مشكم وخوفهم الحرب وقال: هو يعلم ما تريدون، فعصوه.
(٢) من الطبري، وفي ف «صويبر» خطأ؛ وفي المغازي ١/ ٣٦٥؛ صويراء.
(٣) زيد في الطبري «وأخبرنيه الله عز وجل» .
(٤) أي محمد بن مسلمة، وفي الطبري «فأتى محمد بن مسلمة» .
(٥) في ف: لا تساكنون، وفي الطبري ٣/ ٣٧: فلا تساكنوني.
(٦- ٦) وفي الطبري ٣/ ٣٨ «لا تخرجوا فإن معي من العرب وممن انضوى إلي من قومي ألفين فأقيموا فهم يدخلون معكم وقريظة تدخل معكم ... » .
(٧) من الطبري، ووقع في ف «اسر» مصحفا.
(٨) من الطبري والمغازي ١/ ٣٦٩، وفي ف «لا ينقص» .

<<  <  ج: ص:  >  >>