للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة مهاجرا فنزل في قباء في بني عمرو بن عوف، فو الله! «١» إني لفي رأس نخلة أعمل لصاحبي فيها «١» وصاحبي تحتي جالس إذ أقبل ابن عم له من اليهود فقال: يا فلان! قاتل الله بني قيلة «٢» ! إنهم «٣» آنفا لمجتمعون «٤» يقبلون على رجل بقباء قدم من مكة يزعمون أنه نبي؛ فو الله! ما هو إلا أن قالها له أخذتني رعدة من النخلة «٥» ، حتى ظننت أني سقطت «٦» على صاحبي، فنزلت سريعا فقلت: أي سيدي! ما الذي تقول؟ فغضب «٧» مما رأى فيّ «٨» ورفع يده فضر بني بها ضربة «٩» شديدة، ثم قال:

ما لك ولهذا! أقبل على عملك، قلت: لا شيء، «١٠» سمعت منك شيئا فأردت أن أعلمه «١٠» ، فسكت عنه ثم أقبلت على عملي. فلما أمسيت جمعت ما كان عندي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء، فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه، فقلت: بلغني أنك رجل صالح وأن معك أصحابا لك أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي شيء وضعته للصدقة من طعام يسير فجئتكم به وهو ذا- فقربت «١١» إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لأصحابه] «١٢» : كلوا، وأمسك يده وأبي أن يأكل؛ فقلت في نفسي: هذه واحدة من صفة فلان، ثم رجعت؛ فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فجمعت


(١- ١) في السيرة «إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل له فيه بعض العمل» .
(٢) في السيرة «قال ابن هشام: قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة أم الأوس والخزرج» .
(٣) في السيرة «والله إنهم الآن» .
(٤) في ف «لمنقصون» والتصحيح من السيرة.
(٥) كذا في ف، وفي السيرة «أخذتني العرواء- قال ابن هشام: العرواء الرعدة من البرد والانتفاض، فإن كان مع ذلك عرق فهي الرحضاء، وكلاهما ممدود» .
(٦) كذا، وفي السيرة «سأسقط» .
(٧) زيد في السيرة «سيدي» .
(٨) وفي ف «فتى» كذا.
(٩) في ف «ضربته» ، وفي السيرة «فلكمني لكمة شديدة» .
(١٠- ١٠) كذا في ف، وفي السيرة «إنما أردت أن أستثبته عما قال» .
(١١) في السيرة «فقربته» .
(١٢) من السيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>