للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابه وأثاب «١» لي شيئا حتى اتخذت «٢» بقرات وغنيمة، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إن فلانا أوصاني إلى فلان صاحب الموصل، ثم أوصاني صاحب الموصل إلى فلان صاحب نصيبين، ثم أوصاني صاحب نصيبين إليك، فإلى من توصي بي «٣» ؟

قال: يا بني! ما أعلمه أصبح «٤» في هذه الأرض أحد على ما كنا عليه، لكنك قد أظلك خروج نبي «٥» يخرج بأرض العرب، يبعث بدين إبراهيم الحنفية، يكون منها مهاجره وقراره إلى أرض يكون بها النخل بين حرتين- نعتها بكذا وكذا، بظهره خاتم النبوة بين كتفيه، إذا رأيته عرفته، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، ثم مات.

فمر بي ركب من كلب فسألتهم من هم؟ فقالوا: من العرب، فسألتهم من بلادهم، فأخبروني عنها، فقلت لهم: أعطيكم بقري وغنمي «٦» هذا على أن تحملوني حتى تقدموا أرضكم، «٧» قالوا: نعم، فأعطيتهم إياها وحملوني معهم، حتى إذا جاءوا بي «٧» وادي القرى [ظلموني] «٨» فباعوني برجل من اليهود. فأقمت ورأيت بها النخل ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي «٩» ، حتى قدم رجل من يهود بني قريظة فابتاعني من ذلك اليهودي، ثم خرج بي حتى قدم المدينة، فو الله! ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي وأيقنت أنه البلد؛ فمكثت بها أعمل له في ماله في بني قريظة حتى بعث محمد «١٠» وخفي عليّ أمره وأنا في رقي مشغول، حتى قدم


(١) في ف: تاب.
(٢) في السيرة «اكتسبت حتى كانت لي» .
(٣) زيد في السيرة «وبم تأمرني» .
(٤) من السيرة، وفي الأصل «أصلح» كذا.
(٥) كذا، وفي السيرة «ولكنه قد أظل زمان نبي وهو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلام» .
(٦) كذا، وفي السيرة «بقراتي هذه وغنيمتي هذه» .
(٧- ٧) من التهذيب، وفي ف «فافعلوا فقدموني» .
(٨) من السيرة.
(٩) زيد في السيرة «ولم يحق في نفسي» .
(١٠) في ف «محمدا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>