للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم خرج «١» رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني لحيان حتى بلغ أمج «٢» وبين أمج وعسفان بلد لهم يقال له ساية «٣» فوجدهم قد حذروا وتمنعوا في رؤوس الجبال، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد أخطأهم خرج في مائتي راكب من المسلمين وهو صائم وهم صوام حتى بلغ عسفان وبلغ كراع الغميم «٤» فأفطر وأفطر المسلمون معه ثم رجع ولم ير كيدا، وجعل يقول في رجوعه: آيبون تائبون عابدون ولربنا حامدون، أعوذ بالله من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد.

فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأقام أياما أغار عيينة بن حصن «٥» بن بدر الفزاري في «٦» خيل من غطفان على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة وفيها رجل من بني غفار «٧» وامرأة، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة واللقاح «٨» ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثرهم حتى بلغ ذا قرد، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وتلاحق به الناس، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي قرد يوما وليلة وصلى بهم صلاة الخوف. ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم «٩» قافلا إلى المدينة، وانقلب عيينة بمن معه، وكانت سرح «١٠» المسلمين بالمدينة بذي قرد «١١» ، فقدم ثمانية نفر من عرينة فأسلموا، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم


(١) وفي الطبري «قال أبو جعفر: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح بني قريظة» .
(٢) هو بلد من أعراض المدينة- راجع معجم البلدان ١/ ٣٣٠.
(٣) من الطبري، وفي ف «سائقة» كذا.
(٤) من الطبري، وفي ف «العميم» .
(٥) من الطبري ٣/ ٦٠، وفي ف «حصين» .
(٦) من الطبري، وفي الأصل «على» .
(٧) من الطبري، وفي ف «عقار» خطأ.
(٨) في الطبري «في اللقاح» .
(٩) هكذا في الطبري والسيرة، وزيد في ف «بقية السرج» كذا.
(١٠) من الطبري، وفي ف «سرج» .
(١١) في الأصل «الجرد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>