للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجل إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ «١» وقال صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل «٢» النار أحد «٣» شهد بدرا والحديبية» .

ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذ كان بين مكة والمدينة في وسط الطريق نزلت عليه سورة الفتح إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً- إلى آخر السورة «٤» ، فما فتح في الإسلام فتح «٥» أعظم من نزول هذه السورة.

ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكانت الهدنة «٦» وضعت الحرب أوزارها، وأمن الناس كلهم بعضهم بعضا واستفاضوا «٧» ، ولا يكلم أحد بالإسلام يعقل عنه»

إلا دخل فيه، حتى دخل فيه في تلك السنة «٩» من المسلمين قريبا مما كان قبل


(١) سورة ٤٨ آية ١٨.
(٢) في الأصل: لم يدخلن- كذا، والتصحيح من الجامع الصغير.
(٣) في الجامع الصغير: رجل.
(٤) سورة ٤٨ آية ١- ٢٩.
(٥) زيد في الطبري: قبله كان.
(٦) في الأصل: أهل المدينة، والتصحيح من الطبري ولفظه «فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب أوزارها» .
(٧) وفي الطبري «فالتقوا وتفاوضوا في الحديث والمنازعة» .
(٨) في الطبري «شيئا» .
(٩) وفي الطبري «فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام مثل ما كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر ... فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جاءه أبو بصير رجل من قريش، قال ابن إسحاق في حديثه: أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية وهو مسلم، وكان ممن حبس بمكة، فلما قدم على رسول الله كتب فيه أزهر بن عبد عوف والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثا رجلا من بني عامر ابن لؤي ومعه مولى لهم فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب الأزهر والأخنس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بصير! إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ولا يصلح لنا في ديننا الغدر، وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا» ، قال: فانطلق معهما حتى إذا كان بذي الحليفة جلس إلى جدار وجلس معه صاحباه فقال أبو بصير: أصارم سيفك هذا يا أخا بني عامر؟ قال: نعم، قال: انظر إليه؟ قال: إن شئت، فاستله أبو بصير ثم علاه به حتى قتله، وخرج المولى سريعا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فلما رآه رسول الله طالعا قال: «إن هذا رجل قد رأى فزعا» ، فلما انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>