للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احذر القوم، فإني لا آمن أن يقتطعوك «١» فاتئد «٢» حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال «٣» : يا سلمة! إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة، ثم «٤» أرخى عنان فرسه ولحق بعبد الرحمن ابن عيينة ويعطف عليه عبد الرحمن واختلف بينهما طعنتان فقتله عبد الرحمن وتحوّل عبد الرحمن على فرس الأخرم، فلحق أبو قتادة بعبد الرحمن واختلف بينهما طعنتان فعقر بأبي قتادة وقتله أبو قتادة، وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم، ثم خرج سلمة «٥» يعدو في أثر القوم حتى ما يرى من غبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فلم يقرب «٦» غيبوبة الشمس، وقرب المشركون من شعب فيه ماء يقال له: ذو قرد «٧» ، فأرادوا أن يشربوا منه فالتفتوا فأبصروا سلمة وراءهم فعطفوا عن الماء وشدوا في الثنية وغربت الشمس، فلحق سلمة رجل «٨» منهم فرماه بسهم، وقال: خذها:

وأنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع «٩»


(١) في ف «يقطعوك» . وفي الطبري «لا يقتطعوك» .
(٢) وقع في ف «فايتر» كذا مصحفا.
(٣) وفي الطبري ٣/ ٦١ «فأخذت بعنان فرس الأخرم فقلت: يا أخرم! إن القوم قليل فاحذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال ... » .
(٤) في الطبري «قال فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه فطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول عبد الرحمن على فرسه ولحق أبو قتادة عبد الرحمن فطعنه وقتله وعقر عبد الرحمن بأبي قتادة فرسه وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم فانطلقوا هاربين» .
(٥) وفي الطبري «قال سلمة فو الذي كرم وجه محمد لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا غبارهم شيئا، قال: ويعدلون قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد، يشربون منه وهم عطاش، فنظروا إلي أعدو في آثارهم» .
(٦) في ف «فلما قرب» .
(٧) من الطبري، وفي ف «ذو قردة» .
(٨) في الأصل «وجل» وفي الطبري ٣/ ٦١ «فحليتهم فما ذاقوا منه قطرة، قال: ويسندون في ثنية ذي أسير ويعطف على واحد فأرشقه بسهم» .
(٩) التصحيح من الطبري، وفي ف «الوضع» كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>