للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال «١» : يا ثكل أمياه! أكوع بكرة؟ قلت: نعم أي عدو نفسه «٢» ! وكان الذي رماه بكرة وأتبعه سهما آخر فأثبت فيه سهمين وخلفوا فرسين فجاء بهما يسوقهما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على الماء الذي «٣» خلفهم عند ذي قرد «٣» وإذا بلال «٤» قد نحر جزورا مما خلفه بسهمه وهو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها، فقال سلمة: يا رسول الله! خلني فأنتخب «٥» من أصحابك مائة رجل، وأتبع الكفار حتى لا يبقى منهم مخبر «٦» إلا قتلته، قال: «أكنت فاعلا ذلك» ؟ قال: نعم والذي أكرم وجهك! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فجاء رجل من غطفان فقال «٧» : مر المشركون على فلان الغطفاني فنحر لهم جزورا، ثم خرجوا هرابا؛ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف إلى المدينة وجعل يقول: «خير فرساننا اليوم أبو قتادة! وخير رجالتنا «٨» سلمة» ! فأعطى سلمة ذلك اليوم سهم الراجل والفارس جميعا.

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه وراءه على العضباء فلما كان بينهم وبين المدينة قريب «٩» وفي القوم رجل من الأنصار كان لا يسبق فجعل ينادي: هل من مسابق «١٠» !


(١) وفي الطبري «فقال: أكوعي غدوة، قلت: نعم، يا عدو نفسه» .
(٢) زيد في الطبري «وإذا فرسان على الثنية فجئت بهما أقودهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... »
(٣- ٣) وفي الطبري «حليتهم عنه عند ذي قرد» .
(٤) وفي الطبري «وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ تلك الإبل التي استنقذت من العدو وكل رمح وكل بردة وإذا بلال ... »
(٥) في الطبري «فلأنتخب» .
(٦) في ف «لا يبق منهم مخبرا» كذا، والتصحيح من الطبري، ولفظه «حتى لا يبقى منهم عين، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدا أو بانت نواجذه، ثم قال: «أكنت فاعلا» ... »
(٧) وفي الطبري «فقال: نحر لهم فلان جزورا فلما كشطوا عنها جلدها رأوا غبارا فقالوا: أتيتم! فخرجوا هاربين ... » .
(٨) من الطبري، وفي ف «رجالنا» .
(٩) كذا، وفي الطبري «فبينما نحن نسير» .
(١٠) كذا في ف، وفي الطبري «فجعل يقول: ألا من سابق! فقال ذلك مرارا، فلما سمعته قلت: أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟ فقال: لا، إلا أن يكون رسول الله، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي! ائذن لي فلأسابق الرجل، قال: إن شئت ... » .

<<  <  ج: ص:  >  >>