للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى انتهى إلى ذات أطلاح «١» من ناحية الشام قريبا من مغار «٢» وكانوا من قضاعة، فوجد بها جمعا كثيرا فدعاهم «٣» إلى الإسلام، فأبوا أن يجيبوا وقتلوا أصحاب كعب جميعا، ونجا هو بنفسه حتى قدم المدينة «٤» .

ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب سرية إلى بني عامر قبل نجد في أربعة وعشرين رجلا فأغار عليهم، فجاءوا نعما وشاء، فكانت سهمانهم «٥» اثني عشر «٦» بعيرا، ونفلهم النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا.

ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى مؤتة»

ناحية الشام، فأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا وقال: «إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس» ، وتجهز الناس معه فخرج معه قريبا من ثلاثة آلاف من المسلمين ومضى حتى نزل معان «٨» من أرض الشام، فبلغهم أن هرقل قد نزل مآب «٩» من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم «١٠» ، فأقام المسلمون بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم، فشجّع الناس عبد الله بن رواحة


(١) في معجم البلدان «أطلاح- بالحاء المهملة ذات أطلاح، موضع من وراء ذات القرى إلى المدينة أغزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الغفاري فأصيب بها هو وأصحابه» .
(٢) مغار- بالضم وآخره راء: جبل فوق السوارقية في بلاد بني سليم في جوفه أحساء- راجع المعجم.
(٣) وفي الطبري «فدعوهم» .
(٤) وفي الطبري «وتحامل حتى بلغ المدينة وقال الواقدي: وذات، أطلاح من ناحية الشام وكانوا من قضاعة ورأسهم رجل يقال له سدوس» .
(٥) في الطبري «سهامهم» .
(٦) كذا في ف، وفي الطبري «خمسة عشر بعيرا لكل رجل» ويؤيده ما في المغازي ٢/ ٧٥٣.
(٧) وفي الطبري «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمانية ... » .
(٨) بالفتح وآخره نون، والمحدثون يقولونه الضم وإياه عني أهل اللغة ... قال الأزهري: وميمه ميم مفعل، وهي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء- معجم البلدان.
(٩) من الطبري، وفي ف «مئاب» ، قال ياقوت: بعد الهمزة المفتوحة ألف وباء موحدة بوزن معاب.. وهي مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء- معجم البلدان.
(١٠) من الطبري، وفي ف «القوم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>