للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راجعا، فلما بلغ «١» عسفان لقيه أبو سفيان وكانت قريش قد بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجديد العهد، فقال له أبو سفيان: من أين أقبلت يا بديل؟ قال: سرت إلى خزاعة، قال: جزت بمحمد؟ قال: لا، ثم خرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته «٢» عنه، فقال: يا بنيتي «٣» ! ما أدري أرغبت بهذا «٤» الفراش عني أم رغبت بي عنه؟ قالت:

هذا «٥» فراش رسول الله «٦» صلى الله عليه وسلم «٦» وأنت رجل مشرك نجس! فلم أحب أن تجلس على فراش «٧» صلى الله عليه وسلم «٧» ، ثم «٨» خرج أبو سفيان حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه شيئا، فذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم «٩» رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أنا بفاعل، ثم خرج حتى أتى عمر فكلمه فقال عمر: أنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله لو لم أجد إلا الذرّ لجاهدتكم بهم «١٠» ! ثم خرج أبو سفيان حتى دخل على علي بن أبي طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندها الحسن ابنها «١١» يدبّ فقال: يا علي! إنك أمس القوم بي رحما وأقربهم منى قرابة وقد جئت في حاجة فلا أرجعن كما


(١) في ف «بلغا» ، وفي الطبري ٣/ ١١٢ «ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه فلقوا أبا سفيان بعسفان قد بعثته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشدد العقد ويزيد في المدة وقد رهبوا الذي صنعوا، فلما لقي أبو سفيان بديلا قال: من أين أقبلت يا بديل؟ وظن أنه قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سرت في خزاعة في هذا الساحل وفي بطن هذا الوادي، قال: أو ما أتيت محمدا؟ قال: لا» .
(٢) من الطبري، ووقع في ف «طوعته» مصحفا.
(٣) في الطبري «يا بنية والله» .
(٤) في ف «هذا» ، وفي الطبري «أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني» !
(٥) في الطبري «بل هو» .
(٦- ٦) ما بين الرقمين ليس في الطبري.
(٧- ٧) في الطبري «رسول الله» .
(٨) زيد في الطبري «والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر» !
(٩) زيد في الطبري «له» .
(١٠) ليس في الطبري.
(١١) وفي الطبري «بن علي غلام» .

<<  <  ج: ص:  >  >>