للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليك [المن] «١» والفضل «٢» ، قال: «أما والله لو شئتم لقلتم وصدقتم: جئتنا طريدا فآويناك، ومخذولا فنصرناك، وعائلا فآسيناك، ومكذبا فصدقناك! أوجدتم في أنفسكم من لعاعة «٣» من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا «٤» ووكلتكم إلى إيمانكم، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم! فالذي نفس محمد بيده! لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار. ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، إن الأنصار كرشي وعيبتي «٥» ، اللهم اغفر للأنصار وأبناء الأنصار ولأبناء أبنائهم» ! فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا بالله وبرسوله حظا وقسما ونصيبا! ثم تفرق الأنصار. وفي هذه المقالة قال ذو الخويصرة «٦» : يا رسول الله! اعدل «٧» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شقيت إن لم أعدل» ، ثم علقت الأعراب برسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه حتى ألجأوه إلى شجرة عظيمة وخطفت رداءه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ردوا علي ردائي، فو الذي نفس محمد بيده لو كانت عدد هذه العضاة «٨» نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني كذوبا ولا جبانا ولا بخيلا» «٩» .


(١) زيد من الطبري والسيرة وإنسان العيون.
(٢) من الطبري وغيره، وفي الأصل: فضل.
(٣) من الطبري والسيرة، وفي الأصل: لفاعة.
(٤) في الطبري والسيرة: ليسلموا.
(٥) وراجع أيضا إنسان العيون ٣/ ١٧٦.
(٦) وهو التميمي كما صرح به في الطبري ٣/ ١٣٧ والسيرة ٣/ ٣٠، وفي إنسان العيون ٣/ ٧٣: وذكر بعضهم أن ذا الخويصرة أصل الخوارج وأنه صلى الله عليه وسلم قال: «دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية» .
(٧) في الأصل: اعمل، والتصحيح من الطبري والسيرة فإن اللفظ فيهما: لم أرك عدلت.
(٨) من صحيح البخاري- الجهاد ومسند الإمام أحمد ٤/ ٨٤، وفي الأصل: العضاة، وفي الطبري وغيره: شجر تهامة.
(٩) وساقه أيضا في الطبري ٣/ ١٣٦ والسيرة ٣/ ٢٨ وإنسان العيون ٣/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>