للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسناء «١» في ماله مقيم! ما هذا بالنصف! ثم قال: والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم! فهيأتا له زادا، ثم قدم ناضحه فارتحله ثم خرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم «٢» ، فبينا أبو خيثمة يسير إذ لحقه عمير بن وهب الجمحي في الطريق يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترافقا «٣» حتى إذا دنوا «٤» من تبوك قال أبو خيثمة لعمير بن وهب: إن لي ذنبا، فلا عليك أن تخلف عني حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل عمير، ثم سار أبو خيثمة حتى إذا دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بتبوك قال «٥» الناس: هذا راكب على الطريق مقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كن أبا خيثمة» ! فقالوا: يا رسول الله! هو والله أبو خيثمة! فلما أناخ أقبل وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخبره الخبر، فقال [له] «٦» رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير «٧» ؛ ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خالد بن الوليد وبعثه إلى أكيدر دومة «٨» ، وهو أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة، وكان ملكا عليهم وكان نصرانيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: «إنك ستجده يصيد بقر الوحش» ، فخرج خالد بن الوليد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين في ليلة مقمرة صائفة وهو على سطح له ومعه امرأته، فباتت البقر تحك «٩» قرونها بباب «٩» القصر فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله! قالت: فمن يترك هذا؟ قال: لا أحد، فنزل أكيدر دومة وأمر بفرسه فأسرج وركب


(١) زيدت الواو بعده في الأصل، ولم تكن في الطبري ولا في السيرة فحذفناها.
(٢) زيد في الطبري والسيرة: حتى أدركه حين نزل تبوك.
(٣) من الطبري والسيرة، وفي الأصل: فتوافقا.
(٤) من الطبري والسيرة، وفي الأصل: دنو- كذا.
(٥) من الطبري والسيرة، وفي الأصل: قالوا.
(٦) زيد من الطبري والسيرة.
(٧) وسياق هذه القصة أغلبه للطبري والسيرة، وقد ساقه في المغازي ٣/ ٩٩٨؛ وفي إنسان العيون ٣/ ١٨٧ فراجعهما.
(٨) ساقه في الطبري ٣/ ١٤٦ والسيرة ٣/ ٤٠ والمغازي ٣/ ١٠٢٥ وإنسان العيون ٣/ ٢٨٦.
(٩- ٩) في الطبري والسيرة: بقرنها باب.

<<  <  ج: ص:  >  >>