للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقوى و] «١» أيسر مني حين تخلفت عنك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما هذا فقد صدق «٢» ، قم حتى يقضي الله فيك» ، فقام وثار معه رجال من بني سلمة واتبعوه وقالوا: ما علمناك [كنت] «١» أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اعتذر إليه المخلفون، وقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم [لك] «٢» ، وجعلوا ينوبونه حتى أراد أن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكذب نفسه ثم قال لهم: هل لقي هذا أحد غيري؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت وقال لهما مثل ما قال لك، قال «٣» : ومن هما؟ قالوا مرارة بن الربيع «٤» وهلال بن أمية الواقفي «٥» .

ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلام هؤلاء الثلاثة؛ فأما مرارة وهلال فقعدا في بيوتهما، وأما كعب بن مالك فكان أشب القوم وأجلدهم، وكان يخرج ويشهد الصلاة مع المسلمين ويطوف في الأسواق ولا يكلمه أحد، ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة ويقول في نفسه: هل حرك شفتيه برد السلام [عليّ] «٦» أم لا! ثم يصلي قريبا منه ويسارقه النظر، فإذا أقبل كعب على صلاته نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا التفت نحوه أعرض عنه، حتى طال ذلك عليه من جفوة المسلمين.

ثم مركعب حتى تسور جدار أبي قتادة- وهو ابن عمه وأحب الناس إليه- فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام، فقال له: يا أبا قتادة! أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟ فسكت فعاد ينشده فسكت فعاد ينشده، فقال: والله ورسوله أعلم،


(١) زيد من السيرة والمغازي.
(٢) من السيرة والمغازي، وفي الأصل: صدق.
(٣) في الأصل: قالوا- والقصة في السيرة والمغازي مسوقة بالتكلم فلذا هناك: قلت.
(٤) من السيرة ٣/ ٤٤ والمغازي ٣/ ١٠٥١، وفي الأصل: ربيعة.
(٥) من السيرة والمغازي، وفي الأصل: الواقعي.
(٦) زيد من السيرة ٣/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>