للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الله منه: ضاقت عليه الأرض برحبها وضاقت «١» عليه نفسه «١» ، إذ سمع صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك! أبشر، فخر كعب لله ساجدا وعرف أنه قد جاء الفرج، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عليهم «٢» حين صلى الصبح، ثم جاء كعبا «٣» الصارخ بالبشرى فنزع ثوبيه فكساهما إياه ببشارته، واستعار ثوبين فلبسهما، ثم انطلق يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه الناس يتهنأونه بالتوبة ويقولون: ليهنك توبة الله عليك! حتى دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس، فقام إليه طلحة بن عبيد الله فحياه وهنأه، فلما سلم «٤» كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يبرق بالسرور: «أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك» ! فقال كعب: أمن عندك يا رسول الله أم [من] «٥» عند الله؟ قال «بل من عند الله» ! ثم جلس بين يديه فقال: يا رسول الله! إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك» ، فقال: إني ممسك سهمي الذي بخيبر، ثم قال: يا رسول الله! [إن الله] «٥» قد نجاني بالصدق، فإن توبتي إلى الله أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ- إلى قوله:

إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ «٦» .

ثم لا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عويمر بن الحارث بن عجلان- وهو الذي يقال له عاصم «٧» - وبين امرأته بعد العصر في مسجد في شعبان، وذلك أنه أتى رسول


(١- ١) في الأصل: عليهم أنفسهم، ومبني التصحيح على السيرة والمغازي.
(٢) في الأصل: عنهم، ومبني التصحيح على السيرة والمغازي.
(٣) في الأصل: كعب، ومبني التصحيح على السيرة.
(٤) في الأصل: سمع، ومبني التصحيح على السيرة والمغازي ٣/ ١٠٥٤.
(٥) زيد من السيرة والمغازي.
(٦) سورة ٩ آية ١١٧ و ١١٨، وتوبة كعب هذه قد ألم بها في صحيح البخاري- المغازي، وصحيح مسلم- التوبة، ومسند الإمام أحمد ٣/ ٤٥٦، وتفسير الطبري سورة ٩ آية ١١٨.
(٧) وقال ابن حجر في فتح الباري- باب اللعان ومن طلق بعد اللعان: وقع في السيرة لابن حبان في

<<  <  ج: ص:  >  >>