للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدم وفد الطائف «١» ونزلوا دار المغيرة بن شعبة وطلبوا الصلح، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص أن يكتب لهم كتاب الصلح.

ومرض «٢» عبد الله بن أبي بن سلول في ليال بقين من شوال، ومات في ذي القعدة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فلما مات جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أعطني قميصك أكفنه فيه، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، وأتى قبره فصلى عليه فنزلت الآية وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ «٣» .

وقدم وفد بني فزارة «٤» وهم بضعة [عشر] «٥» رجلا فيهم خارجة بن حصن «٦» .

وقدم وفد بني عذرة «٧» ثلاثة عشر رجلا، ونزلوا على المقداد بن عمرو.

وفرض الله تعالى الحج على من استطاع إليه سبيلا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يحج بالناس من المدينة في ثلاثمائة نفس، وبعث معه عشرين بدنة مفتولة قلائدها، ففتلها عائشة بيدها وقلدها وأشعرها، وساق أبو بكر لنفسه خمس بدنات، وحج معه عبد الرحمن بن عوف، فلما بلغ العرج وثوب «٨» بالصبح سمع أبو بكر خلفه رغوة وأراد أن يكبر الصلاة فوقف عن التكبير وقال: هذه رغوة ناقة رسول


(١) وقد ذكرت قصتهم في إنسان العيون ٢/ ٢٩٩ وفي السيرة النبوية بهامش الإنسان ٣/ ٨ بأطول مما هنا، ووفد الطائف نفس وفد الثقيف، وراجع أيضا السيرة لابن هشام ٣/ ٤٦.
(٢) ذكره في الطبري ٣/ ١٥٣ مختصرا، وراجع للتفصيل جامع البيان للطبري تفسير آية ٨٤ من التوبة.
(٣) سورة ٩ آية ٨٤.
(٤) ذكره في الطبري ٣/ ١٥٤ بمثل ما هنا، واستوعبه في إنسان العيون ٣/ ٣٢٢.
(٥) زيد من الطبري.
(٦) من الطبري وإنسان العيون، وفي الأصل: خضن.
(٧) من إنسان العيون ٣/ ٣٢٦، وفي الأصل: بني غزوة، وذكره في الطبري ٣/ ١٥٤ وسماه: وفد بهراء، وكلاهما واحد- راجع من جمهرة الأنساب بني بهراء وبني عذرة.
(٨) من سنن النسائي- باب الخطبة قبل يوم التروية من المناسك، وفي الأصل: تب، وراجع أيضا الطبري ٣/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>