للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيما فادع الله لي على ما قلدتني عليه، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ودعه؛ وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأصحابه. ثم أردفه بأبي موسى الأشعري، فلما قدم صنعاء صعد منبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ عليهم عهده ثم نزل، فأتاه صناديد صنعاء فقالوا: يا معاذ! هذا نزل قد هيأناه لك وهذا منزل فرغناه «١» لك، قال: بهذا أوصاني حبيبي، أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم «٢» أن لا تأخذك «٣» في الله لومة لائم، وخلع رسول الله صلى الله عليه وسلم «٤» معاذ بن جبل «٤» [من] «٥» ماله لغرمائه حيث اشتدوا عليه وبعثه إلى اليمن وقال: «لعل الله يجبرك» «٦» !.

وقدم وفد كلاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر «٧» نفرا فيهم لبيد بن ربيعة.

ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية مع جماعة من العرب ليس فيهم من المهاجرين أحد ولا من الأنصار إلى بني تميم «٨» . فأغار عليهم وسبى منهم النساء والولدان، وأخذ منهم عشرين رجلا فقدم بهم المدينة، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان منبرا فقام عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يؤيد حسانا بروح القدس» ، فقال القوم:

شاعرهم أشعر من شاعرنا وخطيبهم أخطب من خطيبنا «٩» .


(١) في الأصل: فدعناه- كذا.
(٢) والعبارة من هنا إلى «صلى الله عليه وسلم» قد تكررت في الأصل.
(٣) في الأصل: لا تأخذ- كذا.
(٤- ٤) في الأصل: كعب بن مالك، والتصحيح من الطبقات- القسم الثاني من الجزء الثالث ١٢٣ حيث سيق هذا الأمر وقد سيقت القصة في الحلية ١/ ٢٣١ عن طريق كعب بن مالك أيضا.
(٥) زيد من الطبقات.
(٦) من الطبقات، وفي الأصل: يحرك- كذا.
(٧) في الأصل: ثلاثة عشرة، والتصحيح من ترجمته في الإصابة، وقد ذكرت وفادته مع قومه في الاستيعاب أيضا- راجع ترجمته فيه.
(٨) من إنسان العيون ٣/ ٢٧٨، وفي الأصل: نعيم، وذكرت هذه القصة أيضا في السيرة بعضها في قدوم وفد بني تميم وبعضها في غزوة عيينة بن حصن، وقد صرح في إنسان العيون أن الوفد جاءوا في إثر المحبوسين.
(٩) وقد ألم بهذه المفاخرة في الطبري ٣/ ١٥٠- ١٥٢ والسيرة ٣/ ٥٨- ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>