للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها رأسه، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون «١» والأنصار يشيعون معاذا وهو راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إلى جانب راحلته «٢» ، ثم قال: «يا معاذ! أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة وترك الخيانة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخفض الجناح، وحفظ الجار، ولين الكلام ورد السلام، والتفقه في القرآن، والجزع من الحساب، وحب الآخرة على الدنيا؛ يا معاذ! لا تفسد أرضا، ولا تشتم مسلما، ولا تصدق كاذبا ولا تكذب صادقا، ولا تعص إماما، وإنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات «٣» في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا ذلك فأخبرهم أن [الله تعالى قد] «٤» فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس «٥» ؛ يا معاذ «٦» ! إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لها؛ يا معاذ! إذا أحدثت ذنبا فأحدث له توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية؛ يا معاذ! يسر ولا تعسر، واذكر الله عند [كل] «٧» حجر ومدر «٨» يشهد لك يوم القيامة؛ يا معاذ! عد المريض، وأسرع في حوائج الأرامل والضعفاء، وجالس المساكين والفقراء، وأنصف الناس من نفسك، وقل الحق حيث كان، ولا يأخذك في الله لومة لائم، والقني على الحال التي فارقتني عليها» . فقال معاذ: بأبي وأمي أنت يا رسول الله! لقد حملتني أمرا


(١) وقع في الأصل: المهاجرين- خطأ.
(٢) ذكر هذا التفصيل في منتخب كنز العمال- راجع مسند الإمام أحمد ٤/ ١٩١- ١٩٣ وفي حلية الأولياء للأصفهاني ١/ ٢٤٠ و ٢٤١ بسياق قريب مما هنا مع تقديم وتأخير، وراجع أيضا هامش إنسان العيون ٢/ ٤٤٦.
(٣) من صحيح البخاري- باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس من كتاب الزكاة، وفي الأصل: صلوة.
(٤) زيد من الصحيح.
(٥) والقصة من «وإنك تقدم» إلى هنا مسوقة في صحيح البخاري كما هنا.
(٦) والسياق من هنا لمنتخب كنز العمال.
(٧) زيد من المنتخب.
(٨) في المنتخب: شجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>