للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه- فهو في أيديهم إلى اليوم، وقالا: يا رسول الله! ابعث علينا رجلا أمينا «١» نعطه «٢» ما سألتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين» ، فاستشرف لها الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح؛ ومات [أبو] «٣» عامر الراهب عند «٤» هرقل، فاختلف كنانة «٤» بن عبد ياليل وعلقمة بن علاثة «٥» في ميراثه، فقضي «٦» برسول الله صلى الله عليه وسلم لكنانة بن عبد ياليل.

وقدم الأشعث بن قيس «٧» وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه، فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم زياد بن لبيد «٨» البياضي إلى البحرين ليأخذ منهم الصدقات.

وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد «٩» مع أصحابه إذ طلع عليهم رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منهم أحد، حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فوضع ركبته إلى ركبته ووضع كفه «١٠» على فخذه «١٠» ، ثم قال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام؟ قال: «أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» ، قال: صدقت! فعجب المسلمون منه يسأله ويصدقه؛ ثم قال: أخبرني عن الإيمان، قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره» ، قال: صدقت؛ قال: أخبرني عن الإحسان، [قال] «١١» : «أن تعبد الله


(١) من المسند ١/ ٤١٤، وفي الأصل: أمنا.
(٢) في الأصل: نعطيه.
(٣) زيد من الطبري ٣/ ١٦٣ حيث ذكر موته وما تعقبه.
(٤- ٤) وقع في الأصل: هم قل ما اختلف كتابه- مصحفا عما أثبتناه تصحيحا من الطبري.
(٥) من الطبري، وفي الأصل: علاة.
(٦) من الطبري، وفي الأصل: فعصى.
(٧) ذكره في الطبري ٢/ ١٦٢ والسيرة ٣/ ٦٨.
(٨) من الإصابة، وفي الأصل: الوليد.
(٩) في الأصل: قاعدا، وهذا الحديث مشهور قد ورد ذكره في كتب الأحاديث كلها.
(١٠- ١٠) في الأصل: إلى ركبته، والتصحيح بناء على مسند الإمام أحمد ١/ ٥١.
(١١) زيد من المسند.

<<  <  ج: ص:  >  >>