للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «ضعوا لي في المخضب ماء» ، ففعلوا فذهب لينوء «١» فأغمي عليه ثم أفاق قال:

«ضعوا لي في المخضب [ماء] «٢» » . ففعلوا، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه فأفاق وقال: «أصلى الناس بعد» ؟ قالوا: لا يا رسول الله وهم ينتظرونك، والناس عكوف ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي بهم العشاء الآخرة، فقال: «مروا أبا بكر أن يصلي بالناس» ، فقالت عائشة: يا رسول الله! إن أبا بكر رجل رقيق وإنه إذا قام مقامك بكى، فقال: «مروا أبا بكر يصلي بالناس» ، ثم أرسل إلى أبي بكر فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر: يا عمر! صل بالناس! فقال: أنت أحق، إنما أرسل إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام.

ثم وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج لصلاة الظهر بين العباس وعلي وقال لهما: «أجلساني عن يساره» ، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس والناس يصلون بصلاة أبي بكر «٣» ، ثم وجد خفة صلى الله عليه وسلم فخرج فصلى خلف أبي بكر «٤» قاعدا في ثوب واحد ثم قام وهو عاصب رأسه بخرقة حتى صعد المنبر ثم قال: «والذي نفسي بيده! إني لقائم على الحوض الساعة» ، ثم قال: «إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة» ، فلم يفطن لقوله إلا أبو بكر «٥» فذرفت عيناه وبكى وقال: بأبي وأمي! نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا «٦» ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أمنّ الناس علي في بدنه «٧» ودينه وذات يده أبو بكر، ولو كنت


(١) أي ذهب ليقوم بجهد ومشقة- كما في مجمع البحار، والسياق هنا للمسند ٦/ ٢٥١.
(٢) زيد من المسند.
(٣) ذكره في مسند الإمام أحمد ٢/ ٥٢، وراجع أيضا السيرة ٣/ ٩٨.
(٤) في الأصل: أبو بكر.
(٥) في الأصل: أبي بكر.
(٦) رواه الدارمي في مقدمة سننه- راجع وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وراجع أيضا الطبري ٣/ ١٩٢.
(٧) في الأصل: يديه، وفي مسند الإمام أحمد ١/ ٢٧٠: نفسه، والسياق هنا قريب منه، وراجع أيضا الطبري ٣/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>