للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام، سدوا «١» كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر» ، ثم نزل ودخل البيت وهي آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما كان يوم الإثنين كشف الستارة من حجرة عائشة والناس صفوف خلف أبي بكر وكأن وجهه ورقة مصحف فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم أن مكانكم وألقى السجف «٢» وتوفي آخر ذلك اليوم، وكان ذلك اليوم لاثنتي عشرة «٣» خلون من شهر ربيع الأول.

وكان مقامه بالمدينة عشر حجج سواء، وكانت عائشة تقول «٤» : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ويومي وبين سحري ونحري، وكان أحدنا يدعو بدعاء إذا مرض فذهبت أعوذ فرفع رأسه إلى السماء وقال: في «٥» الرفيق الأعلى» ! ومر عبد الرحمن ابن أبي بكر وفي يده جريدة خضراء رطبة فنظر إليه، فظننت أن له بها حاجة فأخذتها فمضغت رأسها ثم دفعتها إليه فاستن «٦» بها ثم ناولنيها وسقطت من يده، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة.

وكان «٧» أبو بكر في ناحية المدينة فجاء فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى، فوضع فاه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يقبله ويبكي ويقول: بأبي وأمي! طبت حيا وطبت ميتا! فلما خرج ومر بعمر بن الخطاب وعمر يقول: [ما] «٨»


(١) من المسند، وفي الأصل: سروا، وزيد بعده في المسند: عني.
(٢) رواه في المسند ٣/ ١١٠.
(٣) في الأصل: لاثني عشرة، وراجع الاختلاف في يوم وفاته صلى الله عليه وسلم في الطبري ٣/ ١٩٧.
(٤) راجع مسند الإمام أحمد ٦/ ٤٨ والطبري ٣/ ١٩٧.
(٥) في الطبري: بل.
(٦) من المسند، وفي الأصل: فاستر.
(٧) راجع إنسان العيون ٣/ ٤٦٨ والطبري ٣/ ٤٦٨ والطبري ٣/ ١٩٧ و ١٩٩.
(٨) زيد ولا بد منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>