للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم وجه أبو بكر خالد بن الوليد إلى اليمامة وكان مسيلمة قد تنبأ بها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أمره ضعيفا، ثم وفد «١» إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورجع إلى قومه فشهد رجال بن عنفوة «٢» لأهل اليمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أشركه في الأمر فعظم فتنته عليهم.

وخرج خالد بن الوليد بالمهاجرين والأنصار حتى إذا دنا من اليمامة نزل واديا من أوديتهم فأصاب في ذلك الوادي مجاعة بن مرارة في عشرين رجلا منهم كانوا خرجوا يطلبون رجلا من بني تميم «٣» وكان أصاب لهم دما في الجاهلية فلم يقدروا عليه فباتوا «٤» بذلك الوادي فلم ينبههم إلا خيل المسلمين قد وقفت عليهم فقالوا: من القوم؟ فقالوا: بنو «٥» حنيفة، قال: فلا أنعم لكم علينا، ثم نزلوا فاستوثقوا منهم، فلما «٦» أصبح دعاهم خالد بن الوليد فقال: يا بني حنيفة! ما تقولون؟ فقالوا: منا نبىء ومنكم نبىء، فعرضهم خالد على السيف حتى بقي سارية ابن عامر ومجاعة بن مرارة. فقال له سارية: يا أيها الرجل! إن كنت تريد هذه القرية فاستبق هذا الرجل، وأوثق مجاعة في الحديد ودفعه إلى أم تميم امرأته وقال:

استوصي به خيرا، وضرب عنق سارية بن عامر، ثم سار بالمسلمين حتى نزل على كثيب «٧» مشرف على اليمامة وضرب معسكره هناك، وخرج أهل اليمامة مع مسيلمة، وتصاف الناس، وكان خالد جالسا على سريره ومجاعة مكبل عنده والناس على مصافهم إذ رأى بارقة في بني حنيفة فقال خالد: أبشروا يا معشر المسلمين! قد


(١) في الأصل: وفدا.
(٢) من الطبري ٣/ ٢٤٧، وفي الأصل: عبقرة.
(٣) من الطبري ٣/ ٢٤٦، وفي الأصل: نمير.
(٤) في الأصل: فياتو- كذا.
(٥) في الأصل: بني.
(٦) وراجع أيضا الطبري ٣/ ٢٤٧.
(٧) من الطبري ٣/ ٢٤٧، وفي الأصل: كتيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>