للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بني سحيم وسارت ربيعة إليهم فحاصروهم بجواثا «١» - حصن بالبحرين، وأصاب المسلمون جهدا شديدا من الجوع حتى كادوا أن يهلكوا فخرج عبد الله بن حذف «٢» ليلة من الليالي يتجسس أخبارهم ويجيء المسلمين بالخبر، فأتى الحصن واحتال في دخوله فوجدهم سكارى فرجع، فأخبر المسلمين أن القوم سكارى لا غناء بهم، فبيتهم العلاء بن الحضرمي فيمن معه من المسلمين وقاتلوهم قتالا شديدا حتى فتح الله على المسلمين حصنهم، وقسم العلاء بن الحضرمي الغنيمة بالبحرين وجمع بها صلاة الجمعة.

وخرج الأسود بن كعب العنسي [في كندة] «٣» فباع «٤» الناس والمهاجر بن أبي أمية أميرها، وسمعت كندة بذلك واتفقت أيضا مع من اتبع الأسود على نصره «٥» ، وكان على حضر موت زياد بن لبيد البياضي، فلما رأى ذلك منهم بيتهم بالليل وقتل منهم أربعة من الملوك في محاجرهم: «٦» جمدا ومحوصا ومشرحا «٦» وأبضعة، ثم كتب المهاجر بن أبي أمية «٧» إلى أبي بكر يخبره بانتفاض الناس و «٨» يستمد منه «٨» ، فبعث أبو بكر عكرمة بن أبي جهل في جيش معه إلى المدينة، وكانت قطعة من كندة- ثبتت على الإسلام- مع زياد بن لبيد وقطعة مع «٩» المهاجر بن أبي أمية وزياد بن أبي لبيد بالحرب، فلما اشتد عليهم الحصار نزل إليهم الأشعث بن قيس وسألهم الأمان على دمه وأهله وماله حتى يقدموه «١٠» على أبي بكر فيرى فيه رأيه


(١) من الطبري ٣/ ٢٥٦، وفي الأصل: بجاتا.
(٢) من الطبري ٣/ ٢٥٨، وفي الأصل: خلاف- كذا.
(٣) زيد لاستقامة العبارة.
(٤) في الأصل: فباعوا.
(٥) في الأصل: قصره- كذا، وراجع أيضا الطبري ٢/ ٢٧٠ وما بعده.
(٦- ٦) من الطبري ٣/ ٢٧٣، وفي الأصل: حمر ونحوس ومشرح كذا.
(٧) زيد فوقه: وزياد.
(٨- ٨) في الأصل: ما صورته هكذا «وتستمروا له» وعليه من الضرب والحك ما يزيده غموضا وإبهاما.
(٩) في الأصل: من.
(١٠) في الأصل: قدموه.

<<  <  ج: ص:  >  >>