للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحرص على القيام عليكم كالذي حرص عليّ «١» ولكن خليفتكم المتوفى أوصى إليّ بالخلافة عليكم برضى منكم، وآلوه «٢» الهمة، ذلكم وإياكم، ولولا الذي أرجو أن يأجرني الله في قيامي عليكم لم أقم عليكم و «٣» لنحيته عن نفسي «٣» ووليته غيري، وقد كنت أرى فيكم أمورا على عهد نبيكم صلى الله عليه وسلم كدت أكرهها، ويسوءني منكم، فقد رأيتم تشددي فيها، والأمر «٤» الذي أمر به من فوقي، أريد طاعة الله وإقامة الدين فأطعتكم، قد علمتم- أو من علم ذلك منكم- أني قد كنت أفعل ذلك وليس لي عليكم من سلطان وأكن أهن في شيء منه، وقد ولّاني الله اليوم أمركم ولقد علمت [أني] «٥» أنفع بحضرتكم لكم، فإني أسأل الله ربي أن يعينني عليه وأن يحرسني عندما بقي كما حرسني عند غيره، وأن يلقنني «٦» العقل في قسمكم كالذي أمر به، ثم إني مسلم وعبد من عبيده «٧» ضعيف إلا ما أعان الله، ولن «٨» يغير الذي وليت من خلافتكم من خلقي شيئا إن شاء الله، وإنما العظمة لله، ليس للعباد منها شيء فلا يقولن أحد منكم: إن عمر بن الخطاب تغير لما ولي أمر المسلمين، فمن ظلمته مظلمة فإني أعطيه الحق من نفسي وأتقدم عليكم وأبين لكم أمري، أيما رجل كانت له حاجة إلى أمير المؤمنين أو ظلم بمظلمة أو عتب علينا في حق فليؤذني، فإنما أنا امرؤ منكم، ولم يحملني سلطاني الذي أنا عليه أن أتعظم عليكم، وأغلق بابي دونكم، وأترك مظالمكم بينكم، وإذا منع الله أهل الفاقة منكم اليوم شيئا [ ... ] »

بعد اليوم فإنما هو فيء الله الذي أفاءه عليكم، لست وإن كنت أمير


(١) في الأصل: عنى.
(٢) في الأصل: الده- كذا.
(٣- ٣) في الأصل: لننجينه عن نفسه.
(٤) في الأصل: أمر.
(٥) زيد لاستقامة العبارة.
(٦) في الأصل: يلفني.
(٧) في الأصل: عبيدة.
(٨) في الأصل: إن.
(٩) بياض في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>